بعد الزواج انهزت شخصيتي.
السلام عليكم .
انا تغيرت 180 درجه عما كنت عليه قبل زواجي كنت احل جميع المشكلات بحكمه ودقه حتى ان من اخواتي الكبيرات وزميلاتي حتى والدتي تثق بقرارتي ويرجعون لي عندما تواجههم اي مشكله مع ازواجهم او في المدرسه او مع اقاربهم وتنتهي بالصلح ولله الحمد
لكن بعد زواجي اتفه مشاكلي لا استطيع حلها اكتفى بالانعزال لوحدي وانفجر بالبكاء واسمع حديث نفسي حتى كرهتها ولااطيقها حتى صار شي ملحوظ ممن حولي ما الحـــــــــــل؟ هل لزوجي تأثير علي احسه هز من شخصيتي الكثير بكثر تحطيمه وتحقيره لي افيدوني .
اسم المستشير : مشاعر .
______________________
رد المستشار : د. أحمد محمد الحواجري .
إلى الأخت مشاعر التي عنونت مشكلتها بعنوان تغير شخصيتي .
أولاً : أحييك على ثقتك بالموقع وحرصك على حل مشكلتك .
أعتقد من حقك التباهي بمساعدة الآخرين في حل مشكلاتهم فهذا أمر فيه خير كثير فهو من باب الإصلاح بين الناس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
أما بالنسبة للتغير الذي تحدثت عنه بقولك تغير 180 درجة أعتقد أن هذا التغير قد يكون مقبولاً حيث أن الحياة الزوجية تختلف عن حياة الفرد قبل الزواج بحيث يصير المرء نحو شراكة من نوع خاص تختلف كثيراً عن الحياة السابقة وتتطلب التعرف على الشريك والمواءمة مع طباعه وظروفه وكذلك جعله يتكيف هو نفسه مع واقعك الجديد
وهنا تحدث الخلافات والاختلافات بين الزوجين اذا ما تمركز كل منهما حول نفسه واعتبر أن المطلوب من الآخر والواجب عليه إحداث هذا التوافق والتغير نحو طباع الطرف الثاني .
أعتقد أن الشراكة تستلزم وتتطلب السعي المشترك والحثيث نحو العمل المشترك والوصول نحو قواسم مشتركة، وربما أنت بحاجة لإحداث هذا التغيير والبدي بالتفكير جيداً في كيفية التغير نحو الزوج والمواءمة مع ظروفه وطباعه،
وأريد التأكيد إن هذه العملية تحتاج وقتاً وبحاجة للصبر والحكمة وبالتعاون المشترك والمناقشة الهادئة بعيدا عن التعصب والتحيز للرأي فهذا يجعل الأمور أكثر صعوبة بينما النقاش الهادئ يخفف حدة الضغط والتمركز حول الذات، والعناد والتوتر والعصبية والرغبة في تأكيد الذات بطريقة قاسية ومتشنجة وخاصة من قبل الزوج الذي يمكن أن يصبح أكثر عنفاً وجنوحاً نحو العنف والشدة وهو ما تعانين منه .
أنصحك بضرورة التريث واللجوء للمناقشة الهادئة مع زوجك والتعبير عن رفضك لهذه الممارسات الصادرة عنه لكن بهدوء وإشعاره باحترامك له دون تخطي لحدود الثقة بينكما أو جرح كرامته ورجولته،
ومن المناسب تدخل بعض الأصدقاء الذين تثقون بهم إذا لم تنجح تلك المناقشات الثنائية بحث يستطيع المتدخل التوفيق بينكما ورأب الصدع وهذه حالة مقبولة تحقق الكرامة والثقة لكما دون إنقاص لقدر أي منكما.
أرجو ألا تتمركزي حول ذاتك وتبقي السيرة للماضي فالحياة تتغير ولا بد لنا من الدوران معها والتكيف مع تلك المتغيرات دون التفريط بالقيم والثوابت فهي خطوط حمراء لا يجوز تجاوزها بل التعاطي معها بدرجة من الحنكة والاحترام للآخر فهو كلمة السر واللغز في حل أي اختلاف قد يظهر.
أتمنى أن تبادري بالنقاشات الهادئة والتركيز على المستقبل بينكما والوصول إلى لغة وأرضية مشتركة بينكما، وكان الله في عونكما ووفقكما للخير ولما يحبه ويرضاه .