انا اعاني واخوتي ايضاً من ان امي تقضي وقت طويل وهي تتحدث بالتلفيون او بالجوال سواء مع جارتنا او الاقارب وهذا الشي يجعلنا نفتقد اهتمامها وجودها بينا حتى الكلام لا تتحدث معنا بالعكس لما تتكلم مع احدى النساء الهاتف يتغير حالها 180 درجه من ضحك وسوالف وكننا لا نرغب فالكلام معها
وتقضي الوقت الطويل حيث يستغرق بعض الاحيان من نص ساعه بالقليل الى ساعه واكثر واذا تكلمت معها قال باقي بدري عليك تتحكمين فيني وانا لا اقصد ذلك ولكن انا عاجزه عن الكلام معها حاولات كثيراً ولكن دون فائده وهذا غير انها تخرج للعزائم وتجلس بالساعات
املي في الله ثم فيكم ان تساعدوني انا احتاجها صحيح ولكن انا لا احمل سواء هم اخواني وخواتي لانكم تعلمون ان في كل يوم هم في حاجه لها اكثر من السابق
بالنسبه لابي فهو ياتي من العمل ويتناول وجبة الغداء ثم يتصفح الانتر نت قليلاً ثم ذهب للنوم واستيقظ يصلي ثم عاد للنت وثم صلاة العشاء وقضى باقي الوقت على النت مره اخرى حتى الساعه 11 او قد تزيد انا والله تعبت وانا على هذا الحال افيدووني بارك الله فيك
اسم المستشير العنود
______________________
رد المستشار د. حنان قرقوتي
بسم الله الرحمن الرحيم .
ابنتي العنود :
السلام عليك ورحمة الله وبركاته . وبعد :
جميل منك أنك تهتمين بوضع أسرتك المسلمة، ومشكلتك مع أمك وأبيك هي مشكلة عدد كبير من بيوت المسلمين، ومشكلة جيل كامل بعد تطور التقنيات الحديثة.
ففي الماضي ومنذ كنا صغاراً كان الأقارب يتزاورون كعائلة أم وأب وأولاد ويتسامرون ويتحدثون مع بعضهم البعض فالصغار يتعلمون من تجارب الكبار، وإذا ما حدثت مشكلة يتناولها الجميع لإبداء الرأي واتخاذ القرار الصائب.
وإذا ما جاء عريس يخطب فتاة كان الجميع يتشاورون ويسألون عنه. وهكذا.
واليوم انقلبت المفاهيم بواسطة التقنيات الحديثة، فأصبح الشاب إذا أراد الخطبة ذهب إلى النت وتحدث مع من يريد، وكذلك البنت، والأم والأب والجميع، وأصبحت أداة التواصل هي الهاتف والانترنت ومتابعة البرامج على الشاشات عبر البث المحلي والفضائي، وإذا ما جاء أحد أفراد الأسرة يسأل سؤال ترى الآخرين المتحلقين حول الشاشات يريدون أن يسكتوه بأي شكل لمتابعة ما يشاهدون.
وهكذا بعدت الشقة بين الأبناء والآباء، وبين الأولاد فيما بينهم.
وما تطرحينه يا ابنتي هو من الأهمية بمكان أن يلتفت إليه ليس فقط الآباء والأمهات بل على المربين في المدارس عقد اجتماعات مع الأهالي مباشرة لتبيان خطورة الموضوع، ناهيك عن إجراء لقاءات واجتماعات يدعى لها خطباء المساجد لتكثيف اللقاءات التربوية بتوعية الآباء حيال أبنائهم.
صحيح أن ديننا الحنيف يدعو إلى العطف على الصغير ورعاية الشيخ الكبير. إلا أن التواصل مطلوب وبغزارة بين الأجيال وإن قامت في البيوت الصراعات والمشاكل فكلها مظاهر صحية لتبادل احتكاك وتقريب الخبرات بين الأجيال .
وبالنسبة إليك لتفادي المشاكل مع أمك وأبيك عليك أن تعلمي يا ابنتي :
أن هناك صراع أجيال كل جيل يريد أن يثبت ذاته :
الجيل الأول : المتمثل بالوالدين يعتقدون بأن معلوماتهم صحيحة ولا يريدون أن يستسلموا لجيل الأبناء، ولا يريدون نقد من أولادهم وإن كان معهم بعض الحق في أحيان كثيرة.
وجيل الأبناء يريد أن يثبت ذاته بانتقاد تصرف الآباء حياله وكأنه المراقب لتصرفاتهم، علماً أن الآباء بمجملهم ينظرون إلى الأبناء بأنهم صغار مهما كبر سنهم.
لذلك يا ابنتي لتخطي المشكلة مع أمك وأبيك عليك تتبع ما يلي:
1- قومي بإجراء جلسة هادئة بجمع والدتك ووالدك على فنجان شاي أو قالب حلوى على أن تطفئ الجوالات والانترنت في المنزل وافتحي موضوع شيق يحبونه ومن ثم اعرضي المشكلة معهم بموضوعية وقولي لهما بأن يقسما الوقت بين الكلام على الهاتف والعمل على الانترنت، وبين أن تجتمعوا يومياً في وقت محدد وطرح المشاكل اليومية التي تعتريك أنت وإخوتك.
2-إذا لم ينفع هذا التصرف أخبري أبيك منفرداً واعرضي عليه ما يخالج نفسك الحلوة من مشاكل تعترضك مع أخوتك.
3-إذا لم ينفع هذا الأمر اتصلي بأمك هاتفياً من الغرفة الأخرى وقولي لها مشكلتك على أن يكون تصرفك معها هذا من قبيل المداعبة لأن الأسلوب الهين هو الذي يقرب بين أفراد الأسرة.
4- وكذلك افعلي مع والدك إذا لم تنفع معه الحلول السابقة فتكلمي معه من الغرفة الأخرى على النت واعرضي عليه مشكلتك معه ومع والدتك وأيضاً من قبيل المداعبة.
5- احرضي على مكالمتك مع أمك بأنك الولد البكر لديها وقولي لها بأنك تريدينها أن تكون زميلتك قبل أن تكون أمك، واحرصي على مصادقتها وقولي لها قولاً ليناً بدل من انتقادها انقاداً تحسبه هي لاذعاً.
والله يرعاك ويسدد خطاك. والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.